يبدو أن الأزمة السياسية العراقية ومع مرور الوقت تتوالد منها أزمات فرعية تسهم في غلق الطرق أمام أي محاولات لإعادة الأطراف المتصارعة لطاولة الحوار، الأمر الذي يعني أن كل الوساطات الداخلية والخارجية اليوم لا تعمل من أجل التوافق والحوار، إنما تبذل كل ما في وسعها من أجل منع الاحتكاك بين “التيار والإطار” والذي ستكون نتائجه كارثية إن حدث.
يرى المحلل السياسي العراقي، رعد هاشم، أن الأزمة في البلاد سوف تطول مع إصرار الصدر على عدم قبول أي دعوات للحوار، وعلى ما يبدو أنه يصر على كسب المزيد من الوقت بالعناد والإصرار على شروطه وضوابطه، وهو ما لم يتم الاستجابة له من قبل حاضري الحوار الذي دعا له الكاظمي، الأمر الذي دفع الصدر إلى الإصرار على البث المباشر لأي حوار يقبله، حتى يتيح للشعب الإطلاع على نوع ومستوى الحوار، رغم أنه يرى أن الحوار مع الفاسدين غير مٌجد.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، في المقابل لا أرى أن الإطار يمكن أن يقبل موضوع البث المباشر، لأنه يشعر بخصوصية الموضوعات التي تطرح والتي لا يصح طرحها على العلن بهذا الشكل، ويتوقعون أن يلجأ الصدر خلال الحوار المباشر “علي الهواء” إلى إحراجهم، لذا يتحاشون مثل هذا الموقف كما يتحاشون الاحتكاك به وأنصاره.
خط النهاية
وأشار هاشم إلى أن “تلك الدوامة سوف تستمر نظرا لإصرار الصدر على عدم تشكيل الحكومة من البرلمان الحالي، الأمر الذي يعني أن العراق يعيش سلسلة من الأزمات المتتالية أو المعمقة والتي تجعل التدخل أو الوساطة الخارجية بالغة الصعوبة سواء على مستوى المنظمة الدولية أو الدول الإقليمية، نظرا لأن الحوار بين الكتل الشيعية المتخاصمة بات مقطوعا ووصل الطرفان إلى خط النهاية، ما يجعل أي تدخل أو وساطة غير مجد، حيث تعدى الأمر موضوع المحاصصة وتقسيم مناصب المواقع.
وأوضح أن ما يخشاه العراقيون هو حالة الاحتكاك التي يمكن أن تولد صدام، حيث يعمل الجميع الآن في العراق ويبذلون الكثير من الجهد من أجل عدم الوصول إلى مرحلة الصدام، حيث أصبح الكسب الذي تحققه القوى السياسية هو العمل على منع الصدام وليس العمل من أجل الحوار، لأن عملية وصل ما تم قطعه بين الفصائل أو الكتل الشيعية “التيار والإطار” أصبح من الماضي، نظرا لما جرى خلال الفترة الماضية من تقاطع سياسي وفرض إرادات وكشف وقائع فساد، كل ما سبق يولد شحنات تؤدي إلى الاحتكاك، وكل الشواهد تؤكد أن الأمور تسير في اتجاه المزيد من التأزم الذي لا يفلح معه الوساطات الإقليمية أو الدولية.
ولفت التيار الصدري إلى أنه “إذا كان هدف الحوار الوطني حل الانسداد السياسي في العراق فيجب أن تكون جلسته علنية”، موضحا أن “جلسات الحوار الوطني المغلقة لا تراعي رغبة الشعب العراقي في تحقيق الأمن والاستقرار”.