▪️رشا العزاوي:
حقيقة إن أي حديث عن تدخل السيستاني لإنهاء مواجهات الخضراء الدامية يسيء له ولمرجعية النجف أكثر مما يصب في صالحها.
فالطرف الذي بدء بإطلاق النار كانت ميليشيات الإطار التنسيقي وليس الصدريين، والأولى أن توقف مرجعية النجف يد الجهة المعتدية.
طرح مخاطبة السيستاني مقتدى الصدر حصرا لسحب أتباعه من المواجهات فيما لم تأتي التعليمات ذاتها من السيستاني للإطار التنسيقي بسحب أتباعهم تعني أنه يطلق لهم العنان في قتل من شاؤوا ولا يحق لأحد الرد.
ويسقط عنهم تهمة تسببهم بحرب أهلية ويلصقها فيمن يحاول الرد.
لماذا القرار ذاته يعتبر درء للفتنة إن كان صادرا من الصدر وحده ولا يعتبر كذلك إن كان جاء بضغط من السيستاني؟
لأن الصدر طرف في المواجهة، لكن السيستاني ليس كذلك، وهو مرجع الشيعة الأعلى في العراق فإن كف يد جهة واحدة دون أخرى عن الدخول في مواجهات مسلحة فهو يمنح تأييد ضمني لسلاح الأخرى.
المشهد في العراق مزدحم والأخبار المشابهة تساعد بشكل أو بآخر على منح تأييد لسلاح فصائل الإطار التنسيقي.
أما الحديث عن طاعة الصدر للسيستاني فيما الإطار لا يطيعه، فالسيستاني ليس مرجعا لأي من الطرفين، أو أن بين الصدر والسيستاني ابوابا للتفاوض مغلقة بوجه الإطاريين فهذا أيضا مع احترامي هراء محض، فكيف يتفق أن تكون نتائج مفاوضات السيستاني تصب دائما في صالح الجهة التي يغلق بابه بوجهها!!