السلاح المتمرّد على الدولة ينتهي بإستخدام الاطراف التي تمتلكه

▪️د.مهند الجنابي

مرّ عام كامل على الانتخابات التي لم تعد مبكرة، بعد أن اُفرغت من مضمونها الزماني والسياسي.

زمانياً اكملت الدورة البرلمانية السابقة عُمرها الدستوري، فلو لم يحل المجلس السابق نفسه كانت الانتخابات ستُعقد في تموز الماضي.

سياسياً تحول الخاسر الى فائز، ولم يُنجز أي مطلب دعا لإجرائها.

بعد عام كامل، يقفالعراقعلى شفا صدام مسلح، لا تزال مدخلاته تغذّي انفجاره وبتأكيد من برهم صالح ومصطفى الكاظمي وبلاسخارت ودون اكتراث من الطرف الذي يدفع لهذه النتيجة.

فلغة السلاح فرضت نفسها على لغة الحوار، إذ تبدو الاولى أكثر جدّية من الأخرى التي لم تؤسس على تنازلات.

تؤكد احداث الخضراء (اواخر آب) وممارسات بغداد (منتصف أيلول) واحداثالبصرة(مطلع تشرين الأول) ان السلاح المتمرّد على الدولة لن ينتهي إلا عندما يستخدم بين الاطراف التي تمتلكه، والتي وصلت العلاقة فيما بينها مرحلة التناقض الحاد الذي يولّد الانفجار حال وقوع احتكاك خارج عن السيطرة.

مكّن الصراع السياسي الاطار الشيعي من تعطيلالصدر، الذي جمّد جهود الاطار في تشكيل الحكومة، وهو ما حافظ على التوازن السياسي بين الجانبين، والذي عمل الاطار على الاخلال به، فحتى مع فرضية تشكيل الحكومة، تقود المؤشرات الى أنها لن تصمد كونها ستولد في حقول ألغام السياسة.

الصراع السياسي وضع العراق رهن التوازن السياسي والعسكري بين التيار والاطار، والذي يعمل الاخير على الاخلال به.

فتشكيل الحكومة في هذا الوضع الهشّ ودون خارطة انتقالية يمثّل رهان خاسر وانتحار سياسي، فسقوط الحكومة المقبلة لا يعني اقالتها، إنما يمثل انهيار للعملية السياسية بالكامل.