مستقبل العراق السياسي وتداعياته

▪️نبيل الدليمي

مستقبل العراق السياسي وتداعياته، مثلما حصل ويحصل في العراق، وخلال الشهرين او الثلاثة اشهر الماضية مر على العراق مالم يمر على اي دولة في تاريخها ، بين شد وجذب وسقوط وصعود.

فبينما توقع الكثير سقوط النظام نتيجة الضغط الشعبي وجدية توجهات الصدر وتياره واقتحامه المنطقة الخضراء ، ثم بعد ذلك الانسحاب الغريب ، ثم التنازل عن القضية شيئا فشيئا ، حتى الصمت المطبق والقبول بالامر الواقع .

ومن ثم تلاه الصعود المفاجيء للاطار وانتخاب الرئاسات وتشكيل الحكومة بظرف ايام قلائل بعد عام كامل من حالات الانسداد والجمود ، لم نجد لها عذرا ولامبررا سوى ان اوامر خارجية من استثنائية صارمة مُلزمة صدرت لجميع العملاء بفتح الانسداد بهذه الطريقة.

الآن وقد باشرت الحكومة الجديدة ومعها كل الرئاسات والبرلمان وبدأ عملهم يسير يشكل طبيعي ظاهريا والكل يحاول ان يبدي حماسه الزائف واظهار وطنيته المزيفة .

وفق المؤشرات والرؤى التي اعتقدها ان الامر لن يطول كثيرا ، وستحدث مسلسل الازمات في العراق بالتدريج لتؤدي الى الفوضى او بسقوط الحكومة او النظام كله ، والامر مرتبط بعوامل داخلية وخارجية ، أهمها مايحدث في ايران من انتفاضة شعبية حيث ان كل المؤشرات تشير الى احتمال رفع درجتها الى ثورة ستعم كل الاقاليم والمحافظات الايرانية ، فالمعادلة السياسية الطردية تقول اذا سقط النظام الايراني اسقط معه اولا النظام غير المستقر في العراق.

لهذا السبب بالذات اسرع الجميع بانقاذ مايمكن إنقاذه بإيجاد الحل الوقتي للعراق لضمان التفرغ لايران .

وما القمع الدموي والوحشي لمتظاهري العراق ، الا لقمع الثورة العراقية وانهاءها بالقوة المفرطة ، لكي يتوجه الحشد والميليشيات الى ايران لقمع ثورة شعبها .

اما المجتمع الدولي وامريكا وبريطانيا واوربا فهي مازالت غير مهتمة بثورة الشعب العراقي ولن تقدم على اي عمل لتغيير المنظومة وكل مايقال في الاعلام ووسائل التواصل ، هو مجرد احلام وردية وتوقعات لااساس لها من الصحة .

هناك من يرى ان العراق بحاجة الى التغيير سواء عبر ممارسات ديمقراطية بعيدة عن تأثيرات ومجاملات الاطراف المستفيدة بإبقائه كسيحا معزولا والاكتفاء بسحب ثرواته ومغانمه ، او عبر ثورة شعبية على غرار تشرين ، تعتمد المناطقية ولن تتوقع او تحصر نفسها بمكان محدد او مسمى معين ، القيادة المركزية والتنظيم المقتدر والكفوء لان قوات النظام قد تسلمت الاوامر بقمعها ومنعها بالقوة والدم وامكانية تسقيطها وتشويه صورتها.

على الشعب العراقي ان يكون جادا وحاضرا ، وان يترك اللامبالاة وعدم الاهتمام بقضية الوطن وان يستلهم من التاريخ ومن تجارب البلدان الاخرى ثوراتهم وتعاونهم وتكاتفهم ، لاعادة العراق الى ماكان عليه كبلد مستقل ذو سيادة وكرامة يحترمه الجميع ..