مكافحة الفساد وجذور «الچاث»

▪️الدكتور محمد السامرائي/

يعلم ذوي الاصول الفلاحية معنى جذور الجاث في الباذنجان عندما تقطع اجزاء النبات العلوية وتبقى الجذور للموسم القادم فتنمو قبل الموسم الجديد وتثمر لكن ثمارها مرة وتسبب الحساسيه.

الفساد المتجذر منذ عقدين اصبح له تراكم من صفات الجاث وتحول الى سم قاتل وسرطان ممتد الى الاعماق ومايطفوا على السطح مرتبط بجذوره الخبيثه.

ولكي تنجح الحكومة في مسعاها لمكافحة الفساد عليها ان لاتكتفي بصغار الفاسدين لان مايظهر في الاعلام من مجرمي الفساد لهم اصول وجذور كبيرة سرعان ماتنمو من جديد في اقرب فرصة وستكون لها ادوات جديدة مدعومة من اصولها.

خطوات الحكومة في مجال مكافحة الفساد خطوات مهمة جدا ويجب دعمها ونتأمل خيرا منها لكن نجاحها مرتبط بدعم سياسي اولا لاننا على قناعة ان محاربة الفساد هو قرار سياسي اولا واخيرا وبامتياز.

ناهيك عن اهمية الاستعانة بالادوات الصحيحه من قيادات الاجهزة الرقابية وابعاد الفاشلين والخاضعين لارادات سياسية والتي ربما قد تستغل الرغبة الحكومية الصادقة في مكافحة الفساد لحرفها باتجاهات مصلحية او للانتقام وهنا تكمن اهمية الاعتماد على الادوات الصحيحه، والسوابق والتجارب الدولية الناجحة في مجال مكافحة الفساد مثل سنغافورة وبلغاريا وان كانت بداياتها ضغوط شعبية ومن منظمات المجتمع المدني لكن القرار كان سياسي مدعوم نخبويا وشعبيا.

وفي العراق وبحسب تقارير منظمة الشفافية الدولية وبعض المنظمات المتخصصة في مجال مكافحة الفساد الدولية تشير الى انه فساد القمة والنخبة وفساد محمي بغطاء سياسي وبقوة السلاح وهو من اخطر الانواع لان الحرب ضده مكلفة وشرسة.

لكن مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة والتي يجب ان تسبقها ارادة سياسية صادقة ويجب ان تستمر الاجراءات التنفيذية لتنتهي بالاحكام القضائية وان تستهدف الرؤوس الكبيرة وحيتان الفساد ولابأس من استهداف التفرعات الصغيرة والظاهرة بهدف التحقيق للوصول الى الكبار .

ولاننسى امرا مهما ان هنالك قاعدة تقول انه لابناء ولااعمار ولاتطور ولاتقدم بوجود الفساد فالبناء لايستقيم بوجود متلازمة الفساد والهدم، فالبناء لايستقيم بوجود هادم واحد فكيف يستقيم البناء والباني واحد والفاسدين بالالاف.