▪️تقرير معهد واشنطن : رغم أنه لايزال من السابق لأوانه شطب السوداني باعتباره خادما إيرانيا، إلا أنه يسير في مسار مألوف للحكومات العراقية، أي القيام بالحد الأدنى الضروري لمنع التدهور مع واشنطن مع تلبية المطالب الشرهة لشركائه المدعومين من إيران، وسيواجه صعوبة كبيرة طالما أنه يخضع لاملاءاتهم.
استضاف السوداني محادثات مع ماكغورك، وبعد ذلك بوقت قصير، ورد أن السوداني استضاف قاآني، يسلط التسلسل الدقيق لهذه الاجتماعات الضوء على عملية التوازن غير المستقرة التي لا يزال رئيس الوزراء الجديد يؤديها منذ ما يقرب من 100 يوم من ولايته.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كان السوداني يلتزم بعراق مستقل له علاقات قوية مع الولايات المتحدة أو يتبنى نفس الشيء بالموقف الذي فعله العديد من أسلافه، استرضاء واشنطن مع وضع بغداد بهدوء إلى جانب طهران، فالمؤشرات المبكرة ليست واعدة.
أرسلت الخارجية الإيرانية وفدا إلى بغداد في الذكرى الـ3 لمقتل سليماني. وكان هدفها المعلن هو الضغط على السوداني بشأن وصف القائد الراحل بأنه “ضيف رسمي”وقت وفاته وهي حيلة من شأنها أن تمنح طهران نفوذا أكبر لشن “حرب قانونية” ضد واشنطن. وتضعف فوائدها الاقتصادية والأمنية.
يبدو أن السوداني يتعاون مع مبادرة وزارة الخزانة الأمريكية للحد من تهريب الدولارات إلى إيران، وقد ساعدت عمليات التهريب التي ترتكبها الميليشيات العراقية في جزء كبير منها في تعزيز النظام الإيراني بينما تقوض الاقتصاد العراقي.
لا شك في أن تعيين علي العلاق بمنصب محافظ البنك المركزي مفضل لدى المالكي–رئيس الوزراء السابق الفاسد الذي يرأس الإطار التنسيقي ، وأصبح صانع الملوك بحكم الأمر الواقع في العراق.. وبحسب ما ورد يضغط المالكي على السوداني لتنصيب العديد من أصدقائه في المناصب العليا بوزارة النفط.
على الصعيد الأمني، عيّن رئيس الوزراء مسؤولي عصائب أهل الحق في مناصب محورية في جهاز المخابرات الوطني العراقي، كما أعاد توظيف العديد من ضباط المخابرات الذين تم فصلهم سابقا والمنتسبين إلى الميليشيات المدعومة من إيران.
نقل السوداني إدارة شركة “المهندس” المملوكة للحكومة إلى الميليشيات المدعومة من إيران، هذه الشركة المظلة لديها مجموعة متنوعة من الأعمال، وستوفر للميليشيات – التي صنفت واشنطن العديد منها بالإرهاب والفساد – مصادر دخل بديلة مماثلة لتلك التي تدعم الحرس الثوري في إيران.
بالنسبة للميليشيات، فإن القضية الأكثر أهمية هي المحسوبية، التي يوزعها السوداني عليها بالمناصب العليا، وقريبا من خلال مزايا الميزانية. فمثلا، يقال إن فائض ارتفاع أسعار النفط سيستخدم لتوظيف 300 ألف موظف، وهو توزيع هائل للمحسوبية سينفع بلا شك شركاء السوداني في الإطار.