▪️قال مسؤولون عراقيون لـMiddle East Eye:
العراق فاقم أزمته المالية وساهم في انخفاض قيمة عملته من خلال سداد ديونه لإيران بالدينار العراقي. ومعظم أو كل الدين تمت تسويته، مع سداد الدفعة الأخيرة في أكتوبر 2022.
واضاف المسؤولين :بدلا من الدولارات التي تلقتها إيران قبل العقوبات – لتسديد دينها – استخدمت بغداد الدينار العراقي بدلا من ذلك. ونظام الدفع الجديد تم وضعه لتجنب الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي كانت ستتبع حتما خفض إمدادات الطاقة في العراق.
رغم تسديد الدين العراقي لإيران بالدينار، إلا أن طهران كانت سابقا قادرة على تحويل هذه الدنانير إلى الدولارات – وهو أمر أكثر فائدة بكثير – باستخدام مزاد العملة. لكن منذ نوفمبر،فرض الفيدرالي الأمريكي،قيودا تهدف إلى منع إيران من الوصول إلى هذه الـ$ ومكافحة غسل الأموال.
لا يزال تأثير تسليم إيران مبالغ كبيرة من الدينار – التي هي الآن غير قادرة على المتاجرة بالدولار – محسوبا. ولم يكن سداد الدين الإيراني بالدينار العراقي خطوة محسوبة، والأزمة المالية التي نعاني منها حاليًا سببها هذه الخطوة الغبية.
وقال مسؤول عراقي كبير : مع تجنب إيران ،وغيرها الآن ،تغيير الدينار من خلال مزاد العملة، لم يتمكن العراق من مبادلة دولاراته بالعملة المحلية التي يحتاجها لتلبية احتياجاته. فإيران حصلت على كميات ضخمة من العملة العراقية وهي في حاجة ماسة إلى الدولار الأمريكي.
وتساءل مسؤول عراقي كبير :
ماذا اعتقد أصحاب القرار أن إيران ستفعل بالدينار العراقي؟ استثمارها في السوق العراقي؟
وأجاب: اقتصر تفكيرهم على تحقيق نجاحات خيالية سريعة لإثبات أنهم الأكثر قدرة على التعامل مع مشاكل العراق المستعصية، لذا أخرجونا من البئر لإلقائنا في البحر.
في أبريل 2022 عندما دخل العراق في فراغ سياسي بعد الانتخابات، اقترح الصدريون قانون الطوارئ ليكون بمثابة ميزانية مصغرة، كانت الديون المستحقة لإيران والتي تراكمت منذ 2019 واحدة من أكثر القضايا إلحاحا بالنسبة لحكومة الكاظمي في ذلك الوقت.
من جهته قال أحد مستشاري الكاظمي السابقين: كان على الصدر أن يجد مخرجا لحليفه (الكاظمي) وفي الوقت نفسه،أراد الصدر أن يقدم بادرة حسن نية للإيرانيين لإثبات أن مشروعه لا يستهدفهم ولا يهدد مصالحهم. لكن لم يكشف عن المبالغ الدقيقة التي دفعتها حكومة الكاظمي لإيران بالدينار.
وعلّق سياسي عراقي مقرب من طهران قائلآ :
اعتقد أن واشنطن توقعت الضغط على العملة العراقية عندما سمحت لٰ بغداد بدفع الدينار لإيران. فإذا لم يفعلوا، فقد فاتهم الكثير.
وأشار سياسي عراقي مقرب من طهران:
الإيرانيون أذكياء للغاية ويستثمرون في كل التفاصيل التي تخدم أهدافهم. وقالوا إذا لم تتمكن من الدفع بالدولار أدفع بالدينار واتركه لنا.
ليست مشكلتهم إذا كان خصمهم متعجرفا ويعامل الآخرين ع أنهم لا حول لهم ولا قوة، فسيتبعون طرقهم الخاصة.