التعامل الأميركي مع الميليشيات العراقية في سوريا غيره في الداخل العراقي، لماذا؟!

▪️رعد هاشم

تساؤل يشاركنا في طرحه العديد من الزملاء المختصين ومراكز الأبحاث ، لماذا تتعمد الطائرات الأميركية والإسرائيلية الى إستهداف مواقع ومقرات وأسلحة الجماعات المسلحة التابعة لإيران والممولة منها على الأراضي السورية ،وعلى مقربة أمتار من الحدود السورية العراقية ،بينما تحجم عن إستهدافها وهي على الأراضي العراقية.

وهناك تساؤل آخر هو ان الأميركان يعلمون إن الميليشيات تمّول من خزينة الحكومة العراقية، فلماذا لاتضغط بإتجاه تجفيف أموال وعوائد الميليشيات ،بغية تحجميها وتقييد أنشطتها العدائية ،(إن كان ذلك يهمها حقآ)، على غرار ما فعلته مع إيران حينما جمّدت أعمال تهريب العملة الصعبة الى إيران ، والتي غالبآ ماتقوم بها الواجهات الولائية بالأصل لصالح طهران.

نعلم ان هناك تفاهمات مسبقة بين الاميركان والحكومة العراقية على عدم قصف الميليشيات في الداخل العراقي ،مقابل عدم قصف السفارة الاميركية والقواعد والمصالح الأميركية،على الأراضي العراقية، ولايخلو الأمر من توصية إيرانية لمواليها الإطاريين على عدم التحرش بالأميركان وإستفزازهم، الى أن يتمكنوا من الحكم وإحكام قبضتهم على مقاليد الحكم ومؤسساتها ،أي هناك تخادم مشترك بين الأطراف كلاّ لتحقيق مآربه ومصالحه، قد تعيق فعلآ أية مبادرة أو خطوة تشديد أميركي ضد الفصائل المسلحة.

وستبقى هذه النظرة الإزدواجية تلقي بضلالها على مشهد الصراع المتبادل بينهما ،تتحكم به تارة مستجدات الموقف الدول تجاه طهران والاتفاق النووي ،وتارة اخرى تدخل الجهات الحكومية والحزبية العراقية وتشفعاتها ووساطاتها لصالح مايسمى بـ قوى المقاومة العراقية تحديدآ.