شهر رمضان والاستغلال الاعلامي سياسيا وتجاريا!

▪️الخبير القانوني د.محمد السامرائي

شهر رمضان الخير والبركة والايمان يتم إستغلاله إعلاميا وسياسيا وتجاريا أبشع إستغلال، حيث تتسابق القنوات التلفزيونيه ووسائل الاعلام للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من وقت الصائمين وجلب انتباههم وابعادهم عن شعائر وواجبات الشهر الفضيل، من خلال مسلسلات استعراضيه خاليه من المضمون في اغلبها، حتى ان نسبة الجرأة فيها ربما تزيد عن مثيلاتها التي تعرض في الايام والاشهر العاديه، ومن خلال الاعلانات التجارية المبالغ بها ومن خلال برامج سياسية تحاول تلميع بعض الوجوه السياسية الفاسدة والفاشلة مقابل الحصول على ارباح تدفع اغلبها من اموال الفساد.

وبالمقابل نجد ان تلك القنوات بعيدة جدا عن البرامج الدينية والثقافية والتوعية الهادفه التي تتناول فضائل شهر رمضان وبركاته ، ومايجب على الصائم وغير الصائم القيام به خلال هذا الشهر.

وهي نفس القنوات التي كانت السبب في الاساءة للمجتمع عندما سهلت الظهور الاعلامي لمدعيات الفن والشهرة اللواتي اصبحن قدوات للمجتمع بفضل الاعلام الهابط ووسائل التواصل غير المسيطر علبها.

والخلل ليس في القنوات التلفزيونيه فقط فهي قنوات ربحية وبعضها «مودلج» بل الخلل الاكبر في المجتمع الذي يتقبل هكذا اعمال فنية هابطة ويروج لها ، بل ان هنالك طبقات «مؤدلجه» في المجتمع نفسه تجدها متابعه مستمرة لكل مايعرض من برامج ومسلسلات، بحيث يتحول البعض منهم الى ناقد فني وثقافي وسياسي لكنه اسير الفهم الضيق واسير لرغبات ايدلوجية معينة، فيسيئ لنفسه وللمجتمع.

هذه الفئة والافراد من المجتمع هم ضحية من ضحايا السياسه المتخبطة وغير المستقرة وغير المهتمة بقضايا المجتمع ، بقدر ماهي مهتمة بكيفية الحصول على مغانم السلطة دون الالتفات لادارة المجتمع بصورة صحيحه تعمل على بناءه وحمايتة من الملوثات والشوائب.

فإستغلال أيام الشهر الفضيل اعلاميآ وسياسيآ وتجاريآ ، انما قد ساهم في فقدان الكثير من روحانية هذا الشهر بعد ان تحوّل من شهر العبادة وقيام الليل وصيام النهار ، الى شهر الاستعراضات للقدرات الفنية والتوجهات السياسيه من خلال استضافة السياسيين والترويج لهم رغم فشلهم ناهيك عن نشر الابتذال الفني والدعاية التجارية.

لياتي بعدها دور المتصيدين في الماء العكِر ليوجهوا سهامهم نحو اي عمل فني من اجل إظهار عيوبة ، ولو كانت بسيطة في سبيل اثارة الناس لما هو اخطر. والابتعاد عن الامور الدينية ومكارم الاخلاق والعبادات التي هي غاية وهدف وصفات ايام شهر رمضان المبارك.

إن فقدان البوصلة لدى وسائل الاعلام ليس بالامر الجديد في ظل فقدان الرقابه المهنيه عليها وفقدان الادارة المجتمعيه للدولة، لكن خطورة الامر تكمن في الفعل وردات الفعل غير المحسوبة عندما تتخذ القنوات الاعلامية وماتعرضه من انتاج فني وسياسي محلّا للإساءة والاساءة المضادة ،والاساءة المفتعلة التي يتبناها بعض الجهلة ،في سبيل تحقيق مصالح سياسية على حساب روحانية الشهر الفضيل، فتجد ان كل شي اصبح مسخرا لخدمة السياسيه: الفن والاعلام ووسائل التواصل، حتى وصل الامر لتسخير شهر رمضان لخدمة الاجندات السياسيه ومداعبة جيوب التجار والفاسدين ،وهذا بالتاكيد أمر مستهجن ولايتناسب مع خصوصية الشهر الفضيل.